التحديات المستقبلية التي قد تواجه المحاسبين مع هيمنة الذكاء الاصطناعي

إن الازدهار الحثيث في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي قد جذب مؤخراً اهتماماً كبيراً وانتشاراً واسعاً في المجتمع، لذلك نرى الذكاء الاصطناعي ساد على جميع جوانب الحياة بدءاً من استبدال العمل البشري إلى أن اصبح تدريجياً جزءاً من الحياة اليومية للمجتمع، حيث أدى تطور البرامج المستخدمة في المحاسبة إلى تحول كامل في الأنظمة العملية وتلاشي استخدام نظم المحاسبة التقليدية إلى حد كبير.

وبما أن الذكاء الاصطناعي هو مصطلح يغطي على جميع المفاهيم التي تعمل لاكتشاف الأنماط المعقدة وتقديم رؤيا آلية مستمدة من الكميات المتزايدة من البيانات التي يمكن للمؤسسات الوصول إليها داخل فضاء الذكاء الاصطناعي، بالتالي فأن الجدل الرئيسي بين المؤسسات من جميع القطاعات هو أن التكنولوجيا ستؤدي إلى زيادة الذكاء البشري علاوة على ذلك فأن الذكاء الاصطناعي يُسهل التسليم السريع للمعلومات و تطوير أجهزة الكمبيوتر الحديثة التي تدعم الذكاء الاصطناعي في تطبيق جميع أساليب الإدارة والضبط والتكوين والتشخيص الذاتي لتحقيق النتيجة المثلىٰ في العمليات المحاسبية، ومع التقدم في هذه التقنيات فقد تأكل الذكاء الاصطناعي بعمق في المهنة مما شكل تحدياً لأهمية مهنة المحاسبة حيث أنه من الضروري للشركات الحفاظ على ميزتها التنافسية من خلال السعي المستمر لتطوير وتحقيق الكفاءة العالية، ومع ذلك فأن التقدم التكنولوجي يقوم بألغاء بعض الوظائف بينما يتم إنشاء البعض الآخر لأن الذكاء الاصطناعي يساعد في الحد من الطبيعة الصارمة والممله والمضنية لمهنة المحاسبة وبالتالي جعل عمليات المحاسبة الأخرى أكثر أهلية وموثوقية.

إن الإنجازات التكنولوجية الأخيرة في الذكاء الاصطناعي فتحت صفحة جديدة في تخصص المحاسبة حيث ان الجيل الجديد من أنظمة التعلم الآلي له تأثير كبير على الاقتصاد والأعمال ولكنه جلب أيضاً نمط حياة جديد وآثاراً جانبية اجتماعية حيث إن استكشاف ظهور الذكاء الاصطناعي في مهنة المحاسبة جعل العمليات المحاسبية أكثر كفاءة وموثوقية على الرغم من أنها تشكل تهديداتً هائلة لممارسي المحاسبة نظراً لقدرة المعالجة الفورية وعمليات الاسترجاع التي يوفرها الذكاء الاصطناعي، الا أن هناك مخاوف متزايدة من الاستبدال المرتقب لرأس المال البشري بالتقنيات الحديثة مع التركيز على التأثير المرجح للذكاء الاصطناعي على مهنة المحاسبة.

يمكن إرجاع تاريخ تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مجال المحاسبة إلى الثمانينيات حيث أجرى الأكاديميون والممارسون بحثاً مكثفاً حول تطبيقات الذكاء الاصطناعي في التدقيق والضرائب والمحاسبة المالية والإدارية والتخطيط المالي الشخصي.

ومثالاً على ذلك Expert Systems

حيث تستخدم برامج الذكاء الاصطناعي التى تحاول بدورها تكرار سلوك البشريين وخبراتهم وتخزين المعرفة والخبرة البشرية وتحويلها إلى قواعد بيانات وبالتالي محاولة حل المشكلات المحاسبية وأداء بعض المهام المحاسبية وتطوير بعض الأنظمة التابعة لتحليل عمليات اتخاذ القرار القائمة على مهنة المحاسبة.

ولا يمكن للشركات تجنب استخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي خاصةً إن أرادت أن تبقى على علاقة بالأعمال التجارية في المستقبل القريب حيث ستكون المكاتب المحاسبة أكثر كفاءة عملياً لأعتمادها وتنفيذ تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في عملياتها المحاسبية، وبالفعل تقوم مؤسسات التعليم بدمج نظريات الذكاء الاصطناعي في جميع وحدات المنهج المحاسبي وهذا يعني أن الطلبة يكتسبون المهارات اللازمة للعمل في بيئة محاسبية آلية، ومع ذلك فمن الأهمية أن يسعى المحاسبون الممارسون بالفعل لاكتساب مهارات الذكاء الاصطناعي من أجل مواكبة نمو المهنة.

Image Carousel

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!
0
    0
    سلة التسوق
    السلة فارغةالعودة للمتجر
    Scroll to Top